حذر قائد قيادة العمليات في الجيش الألماني، بيرند شوت، من تزايد النفوذ العسكري الروسي في دول إفريقية من بينها ليبيا.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن نية روسيا الأصلية هي سد الثغرات ذات الصلة بالسياسة الأمنية في ظل الفراغ الحالي وتحاول قلب الوضع لصالحها ودرء النفوذ الغربي.
وأضاف قائد قيادة العمليات في الجيش الألماني أنه بعد الانقلابات العسكرية التي شهدها غرب أفريقيا في الأعوام الأخيرة، وسعت روسيا تدريجيا نفوذها وحلت محل دول غربية وأوروبية في الوجود في المنطقة.
وأفاد شوت بأن الوجود الروسي يشكل حزاما بريا يمكن أن يمتد تقريبا من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، لافتا إلى أن روسيا تنشط عسكريا في بوركينا فاسو ومالي وسط بوادر على بدء التعاون العسكري في النيجر، إلى جانب الاجتماعات التي تجري على المستوى السياسي في تشاد كما تنشط القوات الروسية في ليبيا منذ عام 2016 على شكل مجموعة تدعى فاغنر والتي شاركت في الحرب على طرابلس مع قوات حفتر عام 2019 .
وأرجع تحركات موسكو إلى أن إدارة الأزمات الدولية والدفاع الوطني ودفاع التحالفات مرتبطة بعضها ببعض، معتبرا أن التعامل مع الأمر عسكريا يمثل تحديا رئيسيا، ليس لألمانيا فحسب، بل للتحالفات الغربية الأخرى.
بدورها، نقلت جريدة ألمانية معلومات أوروبية تشير إلى خطط محتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية في ليبيا، حيث تستغل موسكو عدم الاستقرار السياسي في البلاد لتوسيع نفوذها.
وأشارت في تقرير لها الخميس، إلى معاناة ليبيا منذ العام 2011 من عدم الاستقرار السياسي والقتال المتكرر وعواقب الفيضانات المدمرة في 2023، وهو ما تستغله روسيا لتوسيع نفوذها في ليبيا، حسب رسالة داخلية من وزارة الخارجية الألمانية في نهاية مارس الماضي.
وتقول الجريدة إن الحكومة الألمانية تشعر بالقلق إزاء الجمود السياسي في ليبيا والوجود الروسي المتنامي، مشيرة إلى معلومات أوردتها خدمة العمل الخارجي الأوروبية EEAS وهي الخدمة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أكدت مؤخرا زيادة في تسليم المواد الثقيلة والخطط المحتملة لإنشاء قاعدة بحرية روسية.
وأضافت أن القاعدة البحرية الروسية ستكون على الساحل الليبي، كخطوة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا” فبالإضافة إلى ميناء طرطوس في سوريا، ستكون هذه القاعدة العسكرية الثانية للسفن الحربية الروسية على البحر الأبيض المتوسط مباشرة على الحدود الجنوبية الجغرافية لحلف شمال الأطلسي ناتو.
وتحدثت الجريدة الألمانية عن الدعم الروسي لخليفة حفتر، الذي سافر إلى موسكو عدة مرات خلال السنوات الماضية؛ لإجراء محادثات، كان آخرها لقاء فلاديمير بوتين في أكتوبر 2023.
وتفترض السلطات الأمنية الغربية أن روسيا أكدت لحفتر المزيد من الدعم العسكري وترغب في توسيع وجودها في ليبيا، بينما يلعب الوصول إلى المواد الخام مثل الذهب والنفط دورًا في العلاقة، بحسب التقرير.
ووفقا للوثيقة الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية، فإن قيمة تهريب النفط من ليبيا وحدها تبلغ نحو 12.8 مليار دولار أمريكي سنويا، مشيرة إلى نشاط المجموعة العسكرية الروسية فاغنر في ليبيا منذ عدة سنوات، معتبرة أن وجودهم سيجري توسيعه بشكل أكبر.
ويورد التقرير أن الجيش الروسي يمكنه استخدام العديد من المطارات الليبية الخاضعة لسيطرة قوات حفتر، حيث تخطط موسكو لاستخدام ليبيا كمركز ليس فقط لنقل المواد الخام، ولكن أيضًا الأسلحة التي يجرى جلبها إلى السودان، على سبيل المثال.
في سياق ذي صلة، قالت صحيفة التايمز البريطانية إن إيطاليا قلقة من خطط روسيا لبناء قاعدة نووية في ليبيا على الجناح الجنوبي لأوروبا.
وأفادت الصحيفة بأن روسيا تعمل على إنشاء ميناء بحري شرقي ليبيا لتزويده بغواصات نووية، ما يعزز نفوذها بشكل كبير في البحر المتوسط مقابل دول الناتو.
ولفتت التايمز البريطانية إلى أن وجود غواصات على بعد بضع كيلومترات من دول الناتو، يضر بالأمن، لاسيما أن رغبة فلاديمير بوتين هي توسيع النفوذ في ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموانئ الأخرى التي قد تستخدمها روسيا قاعدة بحرية هي سرت ورأس لانوف، مستبعدة وفق خبراء، إنشاء قاعدة عسكرية في طبرق لقربها من مصر وهو ما يثير قلقها وعدم رضاها.
وعن التخوفات الأوروبية من مشروع موسكو، قال قائد العملية البحرية إيريني الأميرال الإيطالي ستيفانو توركيتو، إن روسيا يتزايد حضورها في منطقة البحر المتوسط.
وأوضح توركيتو أن موسكو تعمل على الحصول على موقع بحري جديد وسط الحوض المتوسط، عبر توطيد العلاقات مع شرق ليبيا.
وأفاد الأميرال الإيطالي ستيفانو توركيتو بأن عملية إيرين تعد الركيزة العسكرية البحرية الرئيسية لالتزام الاتحاد الأوروبي تجاه الجناح الجنوبي لأوروبا.
في سياق توسع الدب الروسي، قالت وكالة بلومبرغ إن نشاطات فاغنر لتعزيز مصالح الكرملين في أفريقيا والشرق الأوسط سمحت لموسكو بتعزيز وجودها العسكري الأجنبي بسرعة، مشيرة إلى أنها تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في السودان، مما يتيح لها الوصول الدائم إلى قناة السويس والمحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن الصراع في السودان قد يؤخر هذه الخطط.
وعن مساعي التوسع الروسي في إفريقيا، قالت صحيفة فيدوموستي الروسية إن موسكو بدأت تشكيل الفيلق ليحل محل قوات فاغنر، ومن المفترض أن يكتمل هيكله بحلول صيف 2024، ليكون حاضرا في 5 دول إفريقية.
وأضافت أن الفيلق سينشط في ليبيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر، وسيتبع مباشرة الإدارة العسكرية، ويشرف عليه نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال يونس بك إيفكوروف.
بدورها، قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن وزارة الدفاع الروسية أنشأت فيلقاً جديداً باسم إفريقيا كوربس، لتعزيز وجودها والانتشار بشكل أوسع في ليبيا وأفريقيا.
وأضافت في تقرير مطول، أن هذا الفيلق سوف يضم عناصر من شركة فاغنر ومجندين جدد.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذه الإصلاحات الروسية في فاغنر، تأتي بعد زيارات متبادلة بين بنغازي وموسكو أسفرت عن اتفاق بين حفتر مع بوتين على توسيع الوجود الروسي في ليبيا وأفريقيا عبر المكون الجديد، فيلق إفريقيا.
وأفادت لوموند بأن موسكو تحاول بإشراف وزارة الدفاع، تجديد منظومتها الإفريقية ونسيان علامة فاغنر.
مناقشة حول هذا post