اختلاف واضح في وجهات النظر، والأولويات لدى الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي حيال الملف الليبي، يعكس مدى حساسية الموقف، وتقاطع المصالح، في الدولة التي أجمع المحللون والباحثون أن كلمة السر فيها التوافق الدولي، وإيجاد تسوية ملائمة للجميع.
واشنطن وموسكو.. من أوكرانيا إلى ليبيا
الخلافات الأمريكية الروسية التي تشمل رقعة واسعة من العالم، وجملة من الملفات العسكرية والاقتصادية طالت الملف الليبي بشكل واضح من خلال كلمات المندوبين بمجلس الأمن حول الملف الليبي في جلسة الأمس.
المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي اتهم الإدارة الأمريكية بأنها تواصل النظر إلى العملية السياسية في ليبيا فقط من منظور مصالحها الاقتصادية، مشيرا إلى أن هناك اهتماما مبالغا فيه من بعض العواصم الغربية بمصادر الطاقة في ليبيا.
وقال بوليانسكي، إن الوضع يهدد بالخروج عن السيطرة مرة أخرى نتيجة تصادم مصالح القوى الخارجية، لافتا إلى أنه حتى الآن لم تظهر نهاية حقيقة لمدة ازدواجية السلطة بالبلاد، حسب تعبيره.
في المقابل رد نائب المندوب الأمريكي ريتشارد ميلز قائلا: “لا يمكن لموسكو أن تقدم دروسا عن الحل السياسي في ليبيا، في حين أنها تشن حربا وحشية ضد دولة مستقلة” على حد تعبيره.
باريس: حكومة موحدة لتنظيم الانتخابات
في كلمته داخل جلسة مجلس الأمن، أكد مندوب فرنسا نيكولاس دي ريفيير أنه لا بد من جود حكومة موحدة قادرة على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أنحاء البلاد كافة.
ريفيير ذكر أنه يجب وضع خارطة طريق سياسية جديدة ذات مصداقية لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، مشيرا إلى أنه لليبيين الحق في اختيار قادتهم في مواجهة التدخل الأجنبي، وفق قوله.
السني: الليبيون ملوا هذه الجلسات
مندوب ليبيا بمجلس الأمن طاهر السني أشار إلى الخلاف الدولي، والصراع الإقليمي المحموم بشأن ليبيا بقوله، إن الليبيين ملوا كثرة جلسات مجلس الأمن دون تأثيرات فاعلة، معربا عن أمله في أن يتغير موقف المجتمع الدولي بشأن ليبيا.
السني قال إن الحل في ليبيا يستند على إيقاف كافة أشكال التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر، مشيرا إلى أن عدة دول باتت تفصل لليبيا حلولا “على هواها” حسب تعبيره.
وشدد المندوب الليبي على أنه يجب الاستجابة لرغبة الشعب الذي يريد إنهاء كل الاجسام السياسية وإجراء انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن، وفق قوله.
مناقشة حول هذا post