شهدت مدينة الزاوية في الغرب الليبي عودة للاشتباكات والقتال بين المجموعات المسلحة، ولا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل اشتباكات مسلحة في الزاوية في ظل صمت الحكومة في طرابلس العاجزة عن التدخل لإعادة الهدوء، والتي عادة ما تترك المبادرة لأعيان ووجهاء المدينة والزعماء القبليين.
وعقب اشتباكات اليوم، طالب الهلال الأحمر الزاوية بإيقاف الاشتباكات وسط المدينة لإخراج العائلات العالقة، آملا من الجهات الأمنية التعاون معهم، ومؤكدة أن فرق الطوارئ والأطقم الطبية والطبية المساعدة وسيارات الإسعاف ليست هدفاً للرماية والنيران.
وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ، بأن الطريق الساحلي الزاوية بالكامل مصدر خطر على المواطنين، وأن الاشتباكات مندلعة من سوق الخضار وطريق بئر الغنم حتى الإشارة الضوئية بشارع الضمان.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها مناطق من غرب ليبيا وتحديدا مدينة الزاوية توترات أمنية خطيرة بين المجموعات المسلحة المنتشرة في عدد من أحياء ومناطق المدينة وتسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
واعترف وزير الداخلية في الحكومة بطرابلس عماد الطرابلسي بأن مدينة الزاوية خارج سيطرة الدولة، وأن الحكومة لا تملك أي سيطرة على الأوضاع في ثالث مدن غرب البلاد.
حقوقيا، أعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا عن عميق قلقها من اندلاع الاشتباكات المسلحة بمدينة الزاوية بين تشكيلات مسلحة، على نحو يٌعرض ممتلكات وأرواح الناس للخطر.
وأكدت المنظمة في بيان لها، الثلاثاء الماضي، أنه في ظل حرمان سكان مدينة الزاوية من الحماية والرعاية التي تفرضها قواعد حقوق الإنسان بموجب الإعلان العالمي والبروتوكولات الملزمة لصياغة حق الحياة فإنها تستنكر تقاعس وعدم تحرك “وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية” لفض النزاع المسلح ولوضع حد لهذه التشكيلات المتشرذمة.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان كل من المجلس الرئاسي، و”حكومة الوحدة الوطنية” إلى العمل معاً وتكثيف جهودهما من أجل تهدئة النزاع المسلح واستعادة الأمن بالمدينة وضواحيها، وحماية المدنيين وممتلكاتهم.
ا
مناقشة حول هذا post