النفوذ الروسي في ليبيا ومساعي موسكو بالتوسع في إفريقيا انطلاقاً من ليبيا، أحاديث جل المراقبين والخبراء والمحللين وسط مخاوف الدول الغربية من تأثير النفوذ المتنامي على مصالحهم في المنطقة.
حيث حذر خبراء ومراقبون من تنامي نفوذ الدب الروسي داخل ليبيا والقارة الأفريقية، ووصوله إلى مستويات خطيرة، حاثين القوى الغربية على التدخل بتدابير أكثر حزما وصرامة.
ووفق ما جاء في جريدة إكسبرس البريطانية فإن بصمة موسكو في ليبيا سمحت لها بجني خمسة مليارات يورو من المبيعات النفطية منذ العام 2022، بينما يوفر لها الوجود في البلدان الأفريقية الأخرى مليارات أخرى من خلال استغلال الموارد المعدنية السخية.
وبحسب الصحيفة فإن عوائد عمليات مجموعة فاغنر في أفريقيا تسمح لموسكو بأكثر من تغطية التكاليف التشغيلية التي تشمل 20 مليون يورو من الرواتب الشهرية لمنتسبيها في ليبيا.
وأفادت الجريدة البريطانية بأن وجوداً عسكرياً لروسيا في ليبيا، بما في ذلك سيطرة محتملة على ميناء يطل على البحر المتوسط ويقع على بعد 700 ميل فقط من جزيرة صقلية، يمنح الكرملين نفوذاً في قارة غنية بالموارد، والفرصة لممارسة ضغوط على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي.
وأشار تقرير الجريدة البريطانية إلى وجود ما يقرب من ألفي عنصر تابعين لمجموعة فاغنر الروسية في ليبيا، إضافة إلى 15 طياراً، و35 خبيراً تقنياً و80 إدارياً، وانضم إلى هؤلاء أخيراً، حسب التقرير، مجموعة من 1500 من القوات الروسية النظامية، في إشارة على أن موسكو لم تعد راغبة في العمل بالظل بعد الآن.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة لوموند أن موسكو تعمل على زيادة قواتها ومعداتها العسكرية في ليبيا، معززة نفوذها الذي يمكن أن يؤثر على تدفقات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.
وقالت لوموند إنه يجري تعزيز الهيكل الإستراتيجي الذي رسمته موسكو شمال أفريقيا، لافتة إلى أن الوجود الروسي في ليبيا، والذي كان ملموسا بالفعل منذ عام 2019 على شكل وحدات شبه عسكرية “فاغنر”، شهد تسارعا مفاجئا منذ بداية العام.
وخلصت مذكرة نشرتها منظمة All Eyes on Wagner، إلى أن روسيا تنقل جنودا ومقاتلين روس إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر، وتؤكد هذه المجموعة الدولية التي تحقق في الشبكات الروسية بأفريقيا التأكيد أن تسليم المعدات والمركبات العسكرية من سوريا إلى ليبيا يشكل الجانب الأكثر وضوحا لهذا التدخل المتزايد.
وفي تحقيق معمق، نشره الموقع الإلكتروني لمبادرة “ALL EYES ON WAGNER“، وهي مبادرة بحث واستقصاء فرنسية-سويسرية تأسست عام 2017 لمراقبة أنشطة مجموعة فاغنر الروسية، تم الكشف عن اهتمام الكرملين بالوجود في ليبيا، وهو ما دفعه لتغيير الإستراتيجية التي كان يعتمد عليها في السابق، من خلال إرساله مجموعة من المرتزقة تحت سيطرة يفغيني بريغوجين.
وأشارت المنظمة إلى أن 1800 روسي منتشرون الآن في جميع أنحاء البلاد، مردفة أن سفينتين تابعتين للبحرية الروسية غادرتا قاعدة طرطوس البحرية السورية، ووصلتا إلى ميناء طبرق الليبي في 8 أبريل الماضي.
مناقشة حول هذا post