في مخالفة متكررة لعهوده بالحفاظ على البلاد آمنة، بعيدة عن صوت الرصاص.. عبد الحميد الدبيبة يضع ورشفانة بين خيارين “أحلاهما مر” فقط لتتخلى عن دعمها ووقوفها بجانب الحكومة الليبية بقيادة فتحي باشاغا، فما القصة؟
لم يكتف الدبيبة بتهديد أهالي المدينة فحسب، على الرغم من تعهداته ووعوده -وما أكثرها- بالابتعاد عن الحروب، بل اشترط شرطين، عبر غرفة العمليات المشتركة التابعة له، على أعيان ورشفانة لإنقاذ مدينتهم من مأساة الحرب.
الشرط الأول ناقض فيه الدبيبة نفسه، فهو من كان دائما يؤكد عدم وود أي سلطة تنفيذية في البلاد سوى حكومته، حيث ينص الشرط على ضرورة استقالة ابن المدينة سامي الضاوي من منصبه كوزير للحكم المحلي بالحكومة الليبية، في استراتيجية جديدة من الدبيبة لمحاولة عرقلة الحكومة ومنعها من تسلم مهامها عبر تفريغها من الداخل، والدفع بوزرائها نحو الاستقالة، لتسقط بذلك كل ادعاءاته بأن حكومته هي وحدها الموجودة على الأرض.
وطالب في الشرطة الثاني بأن تقوم القوة المناوئة له في المدينة بتسليم أسلحتها مقابل عدم الهجوم على ورشفانة، في إِشارة إلى الكتيبة 55 بقيادة معمر الضاوي، والموالية للحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا.
وتأتي هذه المطالبة على الرغم من النجاح الذي حققه الضاوي في بسط الأمن وفرض القانون داخل المدينة، بعد أن عانت طيلة السنوات الماضية من انتشار الخط والقتل، وقطع الطريق، ولكن ذلك كله لا يغفر للضاوي دعمه للحكومة المكلفة من البرلمان رسميا، وبتوافق وطني يحدث لأول مرة!
النواب يحذرون من “مجازر”
أعضاء مجلس النواب عن المنطقة الغربية والجبل ذكروا في بيان أن هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري مسلح في منطقة ورشفانة، التي تهدد الغرفة المشتركة باقتحامها بالطيران.
وحذر البيان من إرهاب وترويع الآمنين، وزيادة تمزيق النسيج الاجتماعي، وإدخال البلاد في حروب أهلية ستتسبب برجوع المنطقة إلى مثلث الظلام مرة أخرى، وتزايد حالات القتل والخطف والابتزاز كما حدث في سنوات ماضية عانى منها الجميع.
وحل أعضاء مجلس النواب البعثة الأممية ومجلس الأمن الدولي مغبة هذا الفعل الذي سيؤدي إلى “مجازر” محملين أيضا الكتائب المؤتمرة بإمرة عبد الحميد الدبيبة المسؤولية.
الاشتباكات الماضية مجرد بداية!
ويبدو أن الاشتباكات المسلحة التي اندلعت ليل الجمعة الماضية بين الكتيبة 55 المسيطرة على المنطقة والموالية للحكومة الليبية، والكتيبة الثالثة التابعة لعبد الحميد الدبيبة، كانت مجرد بداية، أو محاولة فاشلة لدخول المدينة من قبل الدبيبة، ما دعاه لتصعيد الموقف.
وأدت الاشتباكات الماضية إلى إصابة ما لا يقل عن 5 مدنيين وفق تصريح جهاز الإسعاف والطوارئ لـ أبعاد، فيما تمكنت الأجهزة الطبية من توفير ممر آمن للعائلات العالقة للخروج، والنجاة بأرواحها، ولكن المشهد قد يتكرر من جديد في حال إصرار الدبيبة على الهجوم مرة أخرى.
مناقشة حول هذا post