تناقض غريب في مواقف حكومة الدبيبة إزاء أزمة الجارة السودانية أثار انتقادات واسعة في الشارع الليبي الذي عبّر عن استغرابه؛ فمن عرض وساطتها على الأطراف السودانية لحل الخلاف إلى تقديم الشكر والعرفان إلى المملكة السعودية لإجلائها للجالية الليبية في السودان، ونقلها إلى مدينة جدة.
فقد أعلنت السفارة الليبية لدى السودان، أمس الاثنين، ترحيل 105 من الرعايا الليبيين من دبلوماسيين وموظفين وطلبة وغيرهم عبر باخرة في ميناء “بورتسودان” إلى مدينة جدة السعودية.
وأوضح السفير الليبي فوزي بومريز أن عملية الإجلاء بالتنسيق بين السفارتين الليبية والسعودية بالسودان، وسوف تكون عملية ترحيلهم جواً إلى أرض الوطن عبر إحدى الطائرات الليبية في الوقت القريب.
وفي ذات السياق، تقدم عبد الحميد الدبيبة ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش بالشكر والتقدير للملكة السعودية لدورها في تسهيل إجلاء الليبيين ورعايا دول أخرى.
وتأتي هذا الواقعة على الرغم من مضي أقل من أسبوع واحد، على عرض المنقوش الوساطة الليبية بين الأطراف السودانية لدفعها نحو الاستجابة لدعوات السلام، واستئناف العملية السياسية.
وعلق الشاب محمد أحمد على هذه الأخبار بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بأنها “أمر يثير السخرية” مبديا استغرابه من عجز حكومة الدبيبة عن إجلاء رعاياها بنفسها على الرغم من أنها من كانت تعرض الوساطة منذ أيام قليلة فحسب.
ويقول علي عبد الله، إنه كان من الجدير بحكومة الدبيبة ألا تطلق دعوات “أكبر منها” لكيلا تقع في مثل هذا “الإحراج” مضيفا: “فلتهتم الحكومة بمشاكلها الداخلية التي لا نهاية لها، ثم يمكنها أن تعرض خدماتها للآخرين”.
تعليقات وانتقادات تشير في مجملها إلى التناقض الذي تعيشه الحكومة بين الادعاءات والواقع الحقيقي، وهو ما يراه البعض محاولة لإظهار التماسك والقدرة على الفاعلية في الخارج، في حين أن ذلك كله لا يعدو كونه مناورات سريعا ما تتساقط كقطع الدومينو.
مناقشة حول هذا post