قال مجلس النواب، إن ما صدر عن رئيس المجلس الرئاسي باطل وعديم الأثر قانونيا ودستوريا.
وأفاد المجلس بأن ما يسمى بالمراسيم الرئاسية الغرض منها خلط الأوراق وإثارة الرأي العام وتعزيز الانقسام المؤسساتي، وأن المجلس الرئاسي لا يملك منفردا أو مجتمعا أي صلاحية لإصدار المراسيم أو وقف تنفيذ القوانين.
وتابع أن المجلس الرئاسي بفعله المنفرد انحرف عن مساره التوافقي وتحول إلى طرف نزاع سياسي مما يعمق الانقسام ويقوّض مساعي توحيد السلطة التنفيذية تمهيدا للانتخابات.
ودعا مجلس النواب جميع القوى الوطنية والدولية إلى الالتزام بالمسار السياسي التوافقي والعمل على تسريع خطوات توحيد السلطة التنفيذية وصولا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب الآجال.
وكان المجلس الرئاسي أعلن إيقاف العمل بقانون المحكمة الدستورية العليا الصادر عن البرلمان.
وقال المجلس الرئاسي إن ذلك يهدف لحماية المسارين السياسي والدستوري في البلاد.
جاء ذلك في مرسوم أصدره الرئاسي، مساء الثلاثاء الماضي، نصّ على “وقف العمل بكافة آثار القانون رقم 5 لسنة 2023 الصادر عن مجلس النواب بشأن إنشاء محكمة دستورية عليا، اعتبارًا من تاريخ هذا المرسوم نظرًا لعدم دستورية هذا القانون بموجب حكم الدائرة الدستورية العليا”.
وشدد الرئاسي على أن هذا القرار، يندرج ضمن صلاحياته في إصدار القرارات اللازمة لحماية المسار السياسي وضمان الالتزام بالأحكام القضائية النهائية الصادرة عن المحكمة العليا.
ودعا إلى ضرورة التزام كافة الجهات التنفيذية والقضائية المعنية بتنفيذ هذا المرسوم واتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان الامتثال لأحكامه وحماية العملية السياسية والدستورية.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إن السلطة التشريعية هي الوحيدة المختصة بإصدار القوانين في البلاد.
وأضاف صالح أنه لا يمكن لأي جهة أخرى إصدار القوانين إلا إذا نص الدستور على إعطاء هذه الصلاحية لرئيس الدولة المنتخب في حالة غياب السلطة التشريعية عند الضرورة.
وأفاد رئيس مجلس النواب بأن الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي لم يعط أحدا صلاحية إصدار القوانين غير السلطة التشريعية، بما أن مجلس النواب يمارس اختصاصه فلا وجود لضرورة إصدار مثل هذه المراسيم، مشيرا إلى أن ما أصدره المجلس الرئاسي بإلغاء قانون إنشاء المحكمة الدستورية يعد تغولا على عمل السلطة التشريعية ومنعدما.
وأعرب 30 حزبا ليبيا عن قلقهم إزاء التطورات المستجدة والإعلانات الصادرة عن المجلس الرئاسي مؤخرا.
وقالت الأحزاب، إن التحرك المفاجئ للرئاسي يثير علامات استفهام جوهرية وصارخة حول دوافعه وتوقيته، وأنه تجاهل مسؤولياته خلال أزمات 2021 و2022 وتراخى في مواجهة الانسداد السياسي.
ورفضت الأحزاب محاولات الالتفاف على الإرادة الشعبية داعية إلى استفتاء عام على القضايا الخلافية وإلى توحيد القوى الوطنية والمجتمع المدني للضغط نحو استحقاق انتخابي شامل، مشيرة إلى أن تحركات المجلس الرئاسي الأخيرة تهدف إلى تكريس بقائه في السلطة لا لإنقاذ المسار السياسي.
مناقشة حول هذا post