كشف المدعي العسكري، التابع لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، فرج الصوصاع، عن تعرّض وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني، العميد المهدي البرغثي، لـ”إصابات خطيرة وبليغة”.
وأفاد الصوصاع في مؤتمر صحفي بمقتل تسعة عناصر من أنصار البرعثي، وإصابة ثمانية آخرين، والقبض عليهم، خلال مواجهات مسلحة الجمعة الماضية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده المدعي العسكري، رفقة وزير الداخلية بالحكومة الليبية عصام أبوزريبة، ومسؤولين بالأجهزة بالأمنية في بنغازي، تزامنا مع عودة الاتصالات وخدمة الإنترنت للمدينة بعد أسبوع من انقطاعها.
وأضاف الصوصاع أن البرغثي تسلل عبر مسارب صحراوية إلى داخل بنغازي برتل مسلح بأسلحة خفيفة ومتوسطة وبصحبته “أربعين إرهابياً”، مردفا “عندما وصلت دورية من الشرطة العسكرية لتطلب من البرغثي تسليم نفسه رفض التسليم، وتعامل مع الدورية بالسلاح”.
وفيما أشار المدعي العسكري إلى أن الدورية طلبت الدعم من الأجهزة الأمنية والعسكرية للقبض على البرغثي، لفت إلى أن اشتباكات دارت مع من وصفها بـ”خلية السلماني الإرهابية بقيادة المهدي البرغثي”، أسفرت عن مقتل تسعة عناصر من أنصاره وإصابة ثمانية آخرين، بالإضافة إلى مقتل 8 من قوات حفتر.
وتابع أن البرغثي دخل إلى بنغازي وبصحبته “عناصر من تنظيم شورى بنغازي، وأنصار الشريعة الفارين من بنغازي الذين ارتكبوا جرائم إرهابية في المدينة، لزعزعة استقرار المدينة بمساندة خلايا إرهابية نائمة “.
بدوره، اتهم وزير الداخلية بالحكومة الليبية، عصام أبوزربية، حكومة الدبيبة بـ”التورط في تأجيج الرأي العام داخل بنغازي”، لافتا إلى أن اعترافات مرافقي البرغثي كشفت عن علاقة حكومة طرابلس بدخول البرغثي إلى بنغازي، وأن “عملية زعزعة الأمن في بنغازي جرى التخطيط لها منذ فترة طويلة، بالتنسيق مع أطراف عديدة”.
وأشار أبوزريبة إلى أن اعترافات مرافقي البرغثي بينت “تورط جهات خارجية في دعم عملية زعزعة الأمن والاستقرار في بنغازي التي حققها الجيش”.
وذكر وزير الداخلية بأنه جرى العثور على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الخفيفة والمتوسطة بحوزة البرغثي وأنصاره، بعد القبض عليهم، منها 100 بندقية كلاشنكوف، و20 قاذف أر بي جي، و20 رشاشاً.
في السياق، قال رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد إن “البرغثي استغل تراخي الإجراءات الأمنية في البوابات ومر برفقة عدد من أنصاره المسلحين بصحبة أرتال حملات الإغاثة الشعبية القادمة من غرب البلاد باتجاه المناطق المنكوبة في الشرق
المنظومة الحاكمة في طرابلس غير راضية عن الوحدة الوطنية بعد كارثة درنة وتحاول ضرب النسيج الاجتماعي والعصابة المارقة التي جرت مواجهتها في السلماني جاءت بتمويل مباشر من عناصر تتبع الحكومة في طرابلس”.
من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية بالحكومة الليبية فرج قعيم إن ” البرغثي دخل إلى مدينة بنغازي مع قيادات بطريقة غير شرعية لعدة أيام سلكت فيها طرقًا صحراوية لتجنب البوابات ونقاط التفتيش وأدخلت معها أسلحة خفيفة ومتوسطة وبدعم مالي ومخابراتي محلي وخارجي”.
من ناحيته، أفاد مدير إدارة المعلومات والتحقيق في جهاز الأمن الداخلي بأن”التحقيقات المبدئية مع المجموعة المسلحة بقيادة البرغثي توصلت إلى أنه جرى التنسيق لدخول بنغازي على مستوى محلي وخارجي مع مجموعة يعرفون بعضهم منهم من بايع أنصار الشريعة وهناك من شارك في الهجوم على قاعدة براك الشاطئ ودخلوا عبر الطريق الصحراوي، وأكدت اعترافات مرافقي البرغثي تورط حكومة الدبيبة في تأجيج الرأي العام داخل بنغازي وعلاقته بدخول المدينة لزعزعة استقرارها منذ فترة”.
من جانبه، قال عبدالحميد الدبيبة، إن”بنغازي معزولة عن العالم الآن بعد اشتباكات مسلحة تهدد حياة المواطنين وتمس وحدة ليبيا وسيادتها ونسيجها الاجتماعي وقطع الاتصالات المدبر وأطالب النائب العام بفتح تحقيق شامل وشفاف ويجب محاسبة المسؤولين عن تعريض حياة المدنيين للخطر في بنغازي”.
ووضعت عودة وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني السابقة، العميد المهدي البرغثي، إلى مسقط رأسه بمنطقة السلماني في بنغازي، الجمعة الماضية، بعد غياب دام سبع سنوات، المدينة على صفيح ساخن، على خلفية مواجهات مسلحة بين أنصاره وقوات خليفة حفتر، إثر رفضه الامتثال لأوامر الأخيرة تسليم نفسه لها.
مناقشة حول هذا post