تحركات إقليمية ودولية يشهدها الملف الليبي لتجاوز الانسداد السياسي واستكمال المصالحة الوطنية، حيث اجتمع بمقر الجامعة العربية في القاهرة رؤساء مجالس النواب والدولة والرئاسي عقيلة صالح ومحمد المنفي ومحمد تكالة بحضور الأمين العام للجامعة العربية لغرض الاتفاق على تحريك العجلة السياسية والمضي نحو الاستحقاقات القادمة لليبيا.
وخلص الاجتماع، الأحد، بالقاهرة، إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة تكمن مهمتها في الإشراف على الانتخابات وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين والتأكيد على رفض التدخلات الخارجية في العملية السياسية.
وأكد اجتماع القاهرة تشكيل لجنة للنظر في التعديلات المناسبة وتوسيع قاعدة التوافق والقبول بعمل ومخرجات لجنة 6+6.
واتفق المجتمعون في القاهرة على توحيد المناصب السيادية بما يضمن تفعيل دورها على مستوى ليبيا وعقد جولة ثانية بشكل عاجل لإتمام الاتفاق ودخوله حيز التنفيذ داعين البعثة الأممية والمجتمع الدولي.
والاثنين، رحبت السعودية، بنتائج اجتماع القاهرة الذي استضافته جامعة الدول العربية الأحد لدعم التسوية السياسية الرامية إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا.
وجددت الخارجية السعودية في بيان، التأكيد على “دعم المملكة لكافة الجهود العربية والدولية الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار لليبيا وشعبها الشقيق”.
وأعربت السعودية عن “وقوف وتضامن المملكة مع كل ما يضمن التقدم والازدهار لليبيا وشعبها الشقيق ويحقق مصالحه الوطنية.
وتوالت الترحيبات، من دول الكويت والأردن والبحرين بنتائج اجتماع الأطراف الليبية في القاهرة.
وأكد الدول الثلاث دعمها ومساندتها للجهود الرامية لتعزيز وحدة وسيادة الأراضي الليبية.
أوروبيا، طالبت بعثة وسفراء الاتحاد الأوروبي الأطراف الليبية بقبول دعوة باتيلي خلال شهر رمضان لحل العقبات العالقة والاتفاق بشكل عاجل على الإصلاحات الضرورية لاستقرار الاقتصاد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الأطراف السياسية الليبية إلى المشاركة في مبادرة المبعوث الأممي بحسن نية وبروح التسوية لكسر الجمود السياسي لتمهيد الطريق نحو إجراء الانتخابات في ليبيا.
ووجه المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي الدعوة إلى الأطراف الرئيسية في ليبيا بتسمية ممثليهم للمشاركة في الاجتماع التحضيري الذي ستعقده البعثة.
وقال باتيلي إن الاجتماع سيبحث الوصول إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بتنفيذ العملية الانتخابية.
وقبل أيام، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، السفير ريتشارد نورلاند، خلال اجتماعه مع الدبيبة على أهمية تشكيل حكومة تصريف أعمال لإزالة العقبات المتبقية أمام إجراء الانتخابات، كما أكد أن بلاده تدعم أيضا الجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات الأمنية والحفاظ على سيادة ليبيا والتوصل إلى توافق وطني حول سياسات اقتصادية وسياسات ميزانية شفافة ومستدامة.
وذكر نورلاند أنه أكد لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أن الإدارة الأميركية تدعم ما وصفها بالخطوات اللازمة لتأمين حدود ليبيا مع دول الجوار في سياق ما وصفه بـ”تصاعد عدم الاستقرار الإقليمي”.
وقال إنه أبلغ رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة عندما التقاه في طرابلس بأنه “حان الوقت لكي يجد الفاعلون الليبيون طرقا مبتكرة لتجاوز الانسداد وتمهيد الطريق نحو ليبيا أكثر استقرارا”.
بالمقابل، قال رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إنه لا مانع من الحوار مع الجميع ونقطة الاعتراض هي أن عبدالحميد الدبيبة سُحبت منه الثقة ولا يمكن الجلوس معه بصفته رئيسا لمجلس الوزراء.
وأفاد عقيلة في مقابلة تلفزية، الجمعة، بأن الأمور جاهزة لإنهاء الأزمة بتشكيل حكومة واحدة مهمتها محدّدة في زمن محدّد والمجتمع الدولي يؤيد هذا الاتجاه لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأوضح رئيس مجلس النواب أن الشعب الليبي يطالب بإجراء الانتخابات، معتبرا أن هذا هو الحل حتى تتوحد السلطة التنفيذية والتشريعية، لافتا إلى أن القوانين الانتخابية الصادرة عن لجنة “6+6” عادلة، ولم تُقص أحدا، وصُنعت من أجل الجميع، ولا أحد سيتضرر منها، وكانت مقبولة من كل الأطراف المحلية والدولية.
والأيام الماضية، طالب أعضاء المجلس الأعلى للدولة والبرلمان في اجتماع عقد في تونس بتشكيل حكومة وطنية جديدة تفي باستحقاقاتها الانتخابية وانتخاب رئيس الحكومة الجديدة عبر آلية شفافة ونزيهة برعاية البعثة الأممية، وفق خارطة طريق تم اعتمادها بالاتفاق بين المجلسين.
ليس هذا فقط، فمجلس الأمن الدولي لوّح بفرض عقوبات على الأفراد أو الكيانات الذين يهدّدون السلام أو الاستقرار أو الأمن في ليبيا، أو يعيقون أو يقوّضون استكمال عملية الانتقال السياسي بنجاح، بما في ذلك عن طريق عرقلة الانتخابات.
وحثّ مجلس الأمن الدولي القادة الليبيين على ضرورة الانخراط في عملية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، تؤدي إلى إجراء انتخابات عامة في البلاد في أقرب وقت ممكن.
مناقشة حول هذا post