علق الناشط الصحفي محمود ارفيدة عن إعلان مؤسسة النفط عودة الإنتاج في مرافق البلاد النفطية في البلاد إلى التشغيل بعد إغلاق دام نحو 4 أشهر والأطراف التي تقف وراء قرار عودة الإنتاج وكيف أن الحدث يصب في مصلحة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا حسب وجهة نظره ويقول..
فتح النفط من جديد بلا شك هو خطوة مهمة في اتجاه عودة الإنتاج لكن لا يجب أبداً أن يستخدم هذا الشريان المهم لجميع الليبيين كورقة ابتزاز أو ضغط من أحد الأطراف لتحقيق مصالحه أو صفقاته والمساس بمثل هذه المؤسسات السيادية الحساسة في هذا التوقيت ستكون له تبعات اقتصادية وأمنية لا حدود لها تزيد من نفوذ بعض الأطراف على حساب أخرى في مؤسسات الدولة وتوغلها أكثر في مؤسسات يفترض أن تكون محايدة تعمل لصالح الليبيين
ويضيف ارفيدة أن هذه الخطوة تسهل تدخل دول بشكل أكثر في أحد أهم قطاعات الدولة وأكثرها حساسية والذي طالما كان خلال الفترة الماضية بعيدا عن التجاذبات السياسية والتزم الحياد فقد وقف صنع الله ضد التهريب شرقاً وغرباً وهذا لا ينكره أحد كما أن فتح النفط من جديد خطوة رفعت الاتهامات التي كانت موجهة لباشاغا على أنه هو من كان وراء إغلاق النفط وكشفت من كان وراء الإغلاق
المساس بالمؤسسة الوطنية للنفط التي تعد أهم مؤسسة اقتصادية في البلاد وتحظى بدعم كبير يفترض تطويرها بدل إدخالها في النزاع وعليها أنظار الجميع داخليا وخارجيا لأنها تساوي مصرف ليبيا المركزي باعتبار أن الإيرادات المالية للمبيعات النفطية توضع في حسابات المؤسسة الوطنية للنفط في الخارج وهي بدورها تحولها إلى مصرف ليبيا المركزي
ومن هذا المنطلق يمكن لمن يسيطر على مؤسسة النفط أن يستخدمها ورقة ضغط أو ابتزاز للمصرف المركزي والحكومة ولجميع من يقف ضده لأجل تحقيق هدفه وهو الحصول على الأموال ولا حاجة له بأي منصب وزاري سيادي آخر فهو يمتلك كنز الليبيين المالي فضلا عن أن الدولة الجديدة المسيطرة على هذا الكنز يسهل عليها التحكم في مصدر دخل الليبيين إذا لم تحقق مصالحها أو صفقاتها في ليبيا
ويضيف ارفيدة قائلا: لكن بصفقة حفتر مع الدبيبة عبر الإمارات وهذا التحالف الجديد الذي يشترك فيه قادة مجموعات مسلحة استغلت غياب القادة الفعليين وتفاوضت مع أبناء حفتر في جنيف والمغرب وتركيا والإمارات وكانت تدعي وتزعم أنها عارضت مشروع باشاغا لأنه جلس مع حفتر، اليوم وضع الدبيبة قادة هذه المجموعات المسلحة رؤوسهم في التراب واشترى سكوتهم وسكوت غيرهم بالمال وأغلق أفواههم بالملايين في صفقة التحالف بينه وبين حفتر الذي قد يشمل تعديلا وزاريا وفي مؤسسات سيادية في هيئة الرقابة الإدارية وهيئة مكافحة الفساد ووزارات الصحة والمالية وغيرها وفقاً لتقارير دولية
الصفقة التي نسجت خيوطها في الإمارات أصبحت واضحة للجميع ولا ينكرها أحد وانتقل الدبيبة باللعبة من المفاوضات تحت الطاولة في الخفاء إلى اللعب في العلن بتشكيله مع الإمارات تحالفاً جديداً وهو بذلك يقدم أكبر هدية لباشاغا الذي كانوا يتهمونه بالتعامل مع حفتر ومن كان بالأمس يتهم باشاغا أصبح اليوم يصفق للدبيبة في تحالفه الجديد
ويرى ارفيدة أن الحدث يعتبر “هدية المقدمة لباشاغا على طبق من ذهب يمكن أن تستغل وهي كشفت كل خيوط اللعبة عندما الدبيبة استغل قادة مجموعات مسلحة ومكونات اجتماعية وبلديات لمعارضة باشاغا الذي كان واضحا للجميع عندما ذهب إلى بنغازي وجلس مع جميع الأطراف في الداخل والخارج وفي العلن وأشرك الجميع في حكومته رفض أن يمس بالمؤسسات السيادية رغم سوء بعضها ومعاداتها له لما تمثله من زعزعة متوقعة ونفوذ يريده الجميع بالسيطرة عليها فبدل أن تكون هذه المؤسسات لخدمة الليبيين تصبح مركز نفوذ مالي لمجموعات أو جهات أخرى”
ويختتم ارفيدة مقالته قائلا: لدينا قناعة لن تتزحزح بأن حكم الفرد لن يعود أبداً ويمكن للجميع أن يشارك في مستقبل ليبيا بالشراكة بلا سيطرة على مؤسسات يفترض أن تخدم الليبيين لا أن تستغل لتقوية نفوذ جماعات أو جهات خارجية وستظل ليبيا أكبر من الجميع