لم تهدأ رياح العاصفة دانيال على الرغم من مرور أكثر من 20 يوما على هبوبها في سماء ليبيا وتسببها في إحداث فيضانات تسببت في مقتل أكثر من 4 آلاف مواطن وفقدان أكثر من 10 آلاف بحسب الأرقام الصادرة عن السلطات الرسمية حتى اللحظة
دمار دانيال تمثل في خسارة العديد من الأرواح والممتلكات التي تجاوزت في درنة وحدها أكثر من 1500 مبنى 90% منها من أحياء وسط المدينة التي تشهد تمركز غالبية سكّان درنة بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمدن والمناطق المجاورة
ما شهدته درنة وما جاورها من مناطق ومدن دفع معظم الليبيين من كافة المدن إلى نجدة إخوتهم في المناطق المنكوبة وتقديم يد العون بسرعة إلى المحتاجين ممن فقدوا عائلاتهم وممتلكاتهم، أمر كان من المفترض أن يحدث بذات السرعة من الجهات المسؤولة إلا أن السلطات أخذت القليل من الوقت قبل البدء فعلياً في الظهور على الشاشة وتسلم زمام الأمور
الحكومة الليبية أعدّت لجنة لتقييم الأضرار في المناطق المنكوبة وحددت مطلع نوفمبر لإقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار درنة بالإضافة إلى إصدارها العديد من القرارات التي تصب في مصلحة أهالي درنة والمناطق المنكوبة على غرار إنشاء مصحة نفسية واعتبار من فقد أهله بأنه “مكفول الدولة”
القيادة العامة أرسلت بدورها العديد من ضباطها وجنودها للمساعدة في تسريع جهود البحث والإنقاذ تحت الركام وذكرت حصيلة جنودها الذين سحبهم السيل في الساعات الأولى من محاولتهم إنقاذ المتضررين
حكومة عبدالحميد الدبيبة أجرت هي أيضا اجتماعا وزاريا بحضور رئيس المجلس الرئاسي تحدثت فيه عن ضرورة دعم الجهود الرامية إلى البحث عن المفقودين ومن جرفهم السيل نحو البحر، مشددةً على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار المدينة والمناطق المنكوبة في الجبل الأخضر
إعادة الإعمار كانت الجملة الأكثر تكراراً في التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي دفع عددا من آهالي درنة وممثليهم في الأماكن الحكومية بصفاتهم المختلفة إلى المطالبة بضرورة وجود إشراف دولي ومحلي من سكّان المدينة على جهود إعادة الإعمار
مطالب أهل درنة أكدتها البعثة الأممية في بيان أوضحت فيه أن الجهود والمبادرات الأحادية تعطي نتائج عكسية وتعمق الانقسامات القائمة في البلاد وتعرقل جهود إعادة الإعمار وأنه يجب أن تمضي عملية إعادة الإعمار على نحو سريع مع ضمان شفافية عمليات التعاقد وضرورة تحديد آلية لإعادة الإعمار وضمان الشفافية والمساءلة
تحذيرات البعثة بشأن إعادة الأعمار والتي سبقتها مخاوف أهل درنة والمناطق المنكوبة تأتي في وقت تشهد فيه مواقع التواصل الاجتماعي هجمات مختلفة على عدد من الشخصيات الحكومية المتهمة بمحاولة استغلال أوضاع درنة من ناحية اقتصادية لمصالحهم الشخصية، الأمر الذي يدفعنا إلى طرح تساؤل مفاده؛ إعادة إعمار درنة صفقة شخصية أم خدمة وطنية؟
مناقشة حول هذا post