في تقرير لها عرجت “أسوشييتد برس الأمريكية” على الأوضاع السياسية في ليبيا والأزمات العسكرية التي تنبئ التكهنات بشأن اشتعالها في أي لحظة بسبب فشل حكومة “الدبيبة” في إقامة انتخابات في شهر ديسمبر الماضي وتشبثها بالسلطة بداعي إقامة انتخابات بديلة في شهر يونيو التي يبدو أنها هي أيضا في طريقها إلى الفشل في ظل عدم جهوزية القوانين الانتخابية والحوار الذي لم ينته بين مجلس الدولة والنواب على المسار الدستوري المفترض أنه ينظم العملية السياسية ومن ضمنها الانتخابات في البلاد، كما أشارت إلى حكومة “فتحي باشاغا” والتحديات التي تواجهها
أزمة بسبب انهيار خطة الانتخابات
قالت ” استوشييتد برس ” إن خطة العامين الماضيين السياسية كان من المفترض أن تضع البلاد على طريق الانتخابات شكلت عملية بوساطة الأمم المتحدة حكومة مؤقتة في أوائل عام 2021 لرعاية الليبيين للانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها أواخر العام الماضي، مشيرة إلى أن حكومة الدبيبة وحدت لفترة وجيزة الفصائل السياسية تحت ضغوط دولية شديدة، قبل أن تنهار الخطة والانتخابات وتدخل البلاد في أزمة
انتهاء تفويض الدبيبة وتكليف باشاغا
نقلت الوكالة في تقريرها قول نواب في البرلمان الليبي برئاسة رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” إن تفويض “الدبيبة” انتهى عندما فشلت الحكومة المؤقتة في إجراء انتخابات، وأنهم مضوا قدما واختاروا “فتحي باشاغا” “وزير الداخلية السابق القوي من مدينة مصراتة الغربية رئيسا جديدا للوزراء، مضيفة أن موقفهم هذا “حظي بتأييد خليفة حفتر الذي تسيطر قواته على شرق البلاد ومعظم الجنوب، بما في ذلك منشآت النفط الرئيسة” حسب قولها
الدبيبة يرفض التنحي ويعمل على إجراء انتخابات
الوكالة الأمريكية أشارت إلى موقف الدبيبة الرافض للتنحي عن السلطة وتحالفه مع الفصائل المتحالفة معه في غرب ليبيا والتي تعارض حفتر بشدة قائلة إنهم “يصرون على أن الدبيبة يعمل على إجراء الانتخابات”
كما نقلت عن الخبيرة في شؤون ليبيا في مجموعة الأزمات الدولية “كلوديا غازيني” قولها إن التنافس بين باشاغا الدبيبة هو “نزاع على الشرعية”، حيث “تزعم كلتا الحكومتين أنهما شرعيتان”
وأضافت “غازيني” أنها تعتقد أنهما لن يكونا قادرين على إجراء الانتخابات هذا العام، معربة عن شكوكها في أن محاولات الأمم المتحدة لجعل الأطراف الليبية تتوصل إلى توافق دستوري بشأن الانتخابات ستحقق أي تقدم
ذروة الصراع بين الدبيبة وباشاغا
تبين الوكالة مجريات الأمور في طرابلس بتاريخ 17 مايو الماضي قائلة:” وصل الصراع على السلطة إلى ذروته في 17 مايو، عندما دخل باشاغا طرابلس وحاول تنصيب حكومته هناك بمساعدة النواصي القوية بقيادة “مصطفى قدور”، نائب رئيس جهاز المخابرات الليبية لكن “باشاغا” واجه مقاومة شديدة من القوات الموالية للدبيبة، ما أدى إلى اشتباكات استمرت لساعات هزت المدينة حتى خروج باشاغا
الدبيبة يقيل قدور والرئاسي يبطله
اسوشييتد برس تشير إلى قرار الدبيبة بإقالة مصطفى قدور وأسامة الجويلي الذي يرأس جهاز المخابرات العسكرية، حيث أشارت إلى أنه تم إبطال إقالة قدور لاحقًا من قبل المجلس الرئاسي وهو ما يبدو أنه صدع داخل معسكر الدبيبة
كما نقلت الوكالة عبر مصدر مسؤول مقرب من الدبيبة كونه مقتنعا بأن باشاغا لم يكن بإمكانه دخول العاصمة طرابلس دون “موافقة أو تنسيق” مع الجويلي
ونقلت عن مصدرها المسؤول الذي أبدى عدم كشف هويته: “قوات الجويلي تحرس نقاط تفتيش وتسيطر على مناطق قرب غريان جنوبي طرابلس حيث مر موكب باشاغا في طريقه إلى العاصمة “
النفط أداة للصراع
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن النفط يتم استخدامه في ليبيا مرة أخرى كأداة في الصراع على السلطة حيث قالت إن ” زعماء القبائل أغلقوا منشآت نفطية مهمة بما في ذلك أكبر حقل نفطي في البلاد في الجنوب يسيطر عليه مقاتلون موالون لحفتر ويدعمون حكومة باشاغا
وأشارت إلى أن الإغلاق يأتي مع ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا وكان يهدف على الأرجح إلى حرمان حكومة الدبيبة من الأموال وتمكين منافسه، مؤكدة أن باشاغا وصالح أكدا على أن المنشآت ستُفتح شريطة تجميد عائدات النفط مؤقتًا إلى أن تتفق الفصائل المتناحرة على آلية لتوزيع أموال النفط
مناقشة حول هذا post