ما زال أهل الجنوب يدفعون فاتورة باهظة نتيجة غياب ملامح الدولة عنهم، وهذه المرة يد المرض تطال أبناءهم وسط تهالك وغياب تام للقطاع الصحي الذي يعاني في مدن وقرى فزان، دون استجابة أو التفاتة من السلطات، في ظل استشراء الفساد الذي ينهش وزارة الصحة دون رقيب.
غرفة الطوارئ الصحية لبلدية الكفرة كشفت عن شيء من هذه المعاناة، حين أعلنت وجود عدد كبير من الأطفال المصابين بالفيروس التنفسي المخلوي، وذلك بعد تزايد عدد حالات الدخول بقسم الأطفال بمستشفى الكفرة التعليمي.
ودعت الغرفة، في منشورها، أولياء الأمور إلى منع أبنائهم الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة من الذهاب إلى المدرسة؛ للحد من انتشار العدوى بين التلاميذ حفاظا على سلامتهم.
ما هو الفيروس التنفسي المخلوي؟
هو فيروس يصيب الجهاز التنفسي وتكمن خطورته في النتائج المترتبة على الإصابة به، وهي حدوث التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي، كما أنه يصيب الأطفال بمختلف أعمارهم، فضلا عن البالغين وكبار السن.
ومن أبرز أعراضه سيلان واحتقان الأنف، والسعال الجاف، والحمى الخفيفة، إضافة إلى الصداع والعطس.
ماذا قال مركز مكافحة الأمراض؟
مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السائح اكتفى بتدوينة عبر فيسبوك، ذكر خلالها أن الفيروس المنتشر في فرعهم بالكفرة تم تشخيصه وتبين أنه “فيروس الجهاز التنفسي المخلوي” المعروف انتشاره في هذا الوقت، “وليس بفيروس خطير”.
كما نفى السائح، خلال التدوينة نفسها انتشار التهاب السحايا في مدينة سبها، وهو ما لا يتوافق مع ما يحدث داخل ردهات مركز سبها الطبي، فقد صرحت المتحدثة باسم المركز حليمة الماهري لـ أبعاد بأنه تم استقبال أكثر من 20 حالة مصابة بالتهاب السحايا خلال شهر نوفمبر المنصرم، لافتة إلى وجود تخوفات من زيادة انتشاره بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الشهر والعشر سنوات.
وعلى الرغم من قرب عهد واقعة بنت بية التي راح ضحيتها العشرات، لا يزال الجنوب يقدم أبناءه وأطفاله ضحايا للتهميش الذي تعانيه بلدياته، وابتعاد الحكومات عن واقعه المزري، وهو ما يمثل المركزية في أسوأ صورها وإن ادعت غير ذلك.
مناقشة حول هذا post