حذر المبعوث الأميركي الخاص لليبيا السفير “ريتشارد نورلاند” في مقابلة مع الشرق الأوسط معرقلي عملية السلام مضيفا أنه بتقويضهم السلام والأمن والاستقرار في ليبيا يخاطرون بالتعرض للعقوبات والعزلة مشددا على أهمية تنظيم انتخابات في أسرع وقت للخروج من المأزق السياسي الراهن في ليبيا، كما تحدث عن وجود تواصل بقيادات النظام السابق منتقدا مشاركة “سيف القذافي” في العملية السياسية كونه متهما من محكمة الجنايات الدولية ومدانا من محكمة ليبية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
التعامل مع الأزمة السياسية والاقتصادية في ليبيا
قال “نرولاند” إن الولايات المتحدة تؤمن بأن الليبيين هم المسؤولون في نهاية المطاف عن إيجاد حل للمأزق السياسي الراهن واستكمال مرحلة الانتقال السياسي بوطنهم مشددا على أهمية إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة في أسرع وقت ممكن، وأشار إلى وجود فرصة لتعزيز الحكم الرشيد من خلال التعاون بخصوص إدارة عائدات النفط الليبية، والتي يمكن أن تنمو بشكل كبير بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة القدرة الكاملة على الإنتاج
وأضاف “نورلاند”: لقد عقدت الأطراف الليبية المعنية اجتماعات، بدعم من مجموعة العمل الاقتصادي لعملية برلين للاتفاق على النفقات ذات الأولوية، مثل الرواتب والدعم، وكذلك آلية لضمان الشفافية والمساءلة في الإنفاق، مؤكدا على أهمية أن يشارك ممثلون عن المؤسسات الرئيسة في جميع أنحاء البلاد في آلية المساءلة هذه من أجل بناء الثقة في أن الأموال لا يجري تحويلها إلى مسارات أخرى
وأوضح أن عملية الإدارة المالية المشتركة التي تقودها ليبيا بمثابة جسر لتحقيق استقرار الوضع السياسي وتمهيد للطريق أمام عقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن ويعد الإصدار الأخير لبيانات الإنفاق من قبل البنك المركزي الليبي خطوة أولى مهمة نحو الشفافية وبناءً على الاجتماع الذي شاركت فيه مؤسسات ليبية في 25 مايو في تونس هناك أسباب تدعو إلى الاعتقاد بإمكانية إحراز تقدم حقيقي على صعيد التنفيذ المبكر لهذه العملية، لكن فقط الليبيون وقادتهم هم من بإمكانهم اتخاذ قرار بهذا الشأن
المخاوف من مواجهات عسكرية في طرابلس
نورلاند: استيقظ سكان طرابلس على إطلاق نار وحالة من الارتباك في 17 مايو وتملكهم الغضب من احتمال عودة العنف إلى العاصمة ويجب عدم السماح بوقوع مثل هذه الحوادث مرة أخرى في أي مكان في البلاد، وأولئك الذين تقوض أفعالهم السلام والأمن والاستقرار في ليبيا يخاطرون بالتعرض للعقوبات والعزلة كما يجب على القوى السياسية المتنافسة الحديث وممارسة نفوذها من أجل تهيئة الظروف لعقد الانتخابات في أقرب وقت ممكن.
دور حفتر في العملية السياسية
أوضح ” نورلاند ” أن هناك تواصلا مع الجنرال حفتر ونوابه بشكل روتيني وهو جزء من مهمتنا الدبلوماسية، حيث تم تبادل وجهات النظر حول كيفية استعادة الزخم تجاه عقد الانتخابات، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020 وملف إدارة عائدات النفط الليبية على نحو صحيح بمجرد استعادة الإنتاج الكامل للنفط.
الموقف من تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا
رحب “نورولاند” بجميع المرشحين المؤهلين ودعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمين العام إلى تعيين ممثل خاص على وجه السرعة في ليبيا لكنه أكد أن التركيز الكامل ينصب على دعم “ستيفاني وليامز” لإنجاح هذه المحادثات مع الاستعداد لاستئناف محادثات القاهرة في 12 يونيو
تواجد الفاغنر في ليبيا
أوضح ” نورلاند” أنهم اطلعوا على تقارير عن رحيل بعض قوات “فاغنر”، لكنه أوضح أن أنشطة “فاغنر” المزعزعة للاستقرار في ليبيا والساحل لا تظهر بوادر للتراجع، مشددا على نقطة أن وجود “فاغنر” يقوض الاستقرار ، مشيرا إلى أن “فاغنر” انتهكت حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، وأن الأفخاخ المتفجرة التي خلفتها في أجزاء من طرابلس تشكل تهديداً خطيراً للمدنيين مشيرا إلى المطلب المتمثل في ضرورة رحيل جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب ومغادرة ليبيا.
الموقف من سيف القذافي
أشار “نورلاند” إلى وجود اتصال مع الليبيين من أتباع النظام السابق في إطار التفاهمات مع مختلف ألوان الطيف السياسي، لكنه قال: “نحن لسنا على اتصال بسيف الإسلام. وما يهم هنا ليس ما نعتقده بشأنه كمرشح، وإنما ما إذا كان الليبيون مستعدين لأن يصبح سيف الإسلام مرشحاً أو زعيماً فعلياً منتخباً لدولتهم خاصة أنه شخص وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما أنه أدين من جانب محكمة ليبية لتصرفاته المؤسفة ضد الشعب الليبي مثل التحريض على القتل والاغتصاب” حسب تصريحه
حجم تنظيم الدولة في ليبيا
تحدث ” نورلاند” عن تنظيف الدولة في ليبيا حيث أكد على أن هناك محاولات وجهودا من قبل الجماعات الإرهابية لضرب الأراضي الليبية مرة أخرى، قائلا: “ذلك بمثابة جرس إنذار للقادة الليبيين بشأن الحاجة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن لتوحد البلاد وهياكلها الأمنية حتى يمكن استعادة السيطرة على الحدود وستكون الحكومة القوية قادرة كذلك على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في الجنوب، مما يقلل جاذبية النزعات المتطرفة”
التزام الولايات المتحدة بمساعدة ليبيا
أوضح “نورلاند” موقف الولايات المتحدة الأمريكية من التغيير في ليبيا والمساعي لمساعدتها للوصول بها إلى السلام قائلا :سنستمر في الوقوف إلى جانب الليبيين وهم يكملون ثورة ديمقراطية بدؤوها منذ أكثر عن عقد ،لقد وقفنا بثبات مع الشعب الليبي في محاولة إقامة هياكل ديمقراطية بعد نهاية الديكتاتورية على المدى القريب ونعمل على دعم الإدارة الشفافة لعائدات النفط الليبي ودعم جهود الأمم المتحدة لتسهيل الانتخابات التي يتوقعها الليبيون.
مناقشة حول هذا post