لا تزال ردود الفعل حول حادثة منع مجلس الدولة من عقد جلسته الرسمية، أمس الاثنين، تتوالى محليا ودوليا، إذ تمثل تحولا خطيرا في منحى السجال المتبادل بين عبد الدبيبة، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، بعد دخول الأخير في محادثات جادة مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، لتشكيل سلطة تنفيذية موحدة، وتوحيد المناصب السيادية بالكامل، وهو ما يرفضه الدبيبة متحججا بضرورة إجراء الانتخابات.
الرئاسي: نرفض ما تعرض له مجلس الدولة
محليا، أعلن المجلس الرئاسي، في بيان مقتضب، رفضه لما تعرض له المجلس الأعلى للدولة من محاولة منع انعقاد جلسته العادية الـ 82، مشددا على أن حق التعبير مكفول للجميع في إطاره الدستوري.
وطالب الرئاسي الأجهزة الأمنية المختصة بالعمل على حماية وتوفير بيئة آمنة، تضمن حرية التعبير للجميع، وسلامة القرار للمؤسسات السياسية في إطار الإعلان الدستوري وخارطة الطريق، وفق البيان.
عقيلة صالح يطالب النائب العام بفتح تحقيق
رئيس مجلس النواب عقيلة صالح اعتبر هذه الواقعة تهديدا لحياة أعضاء مجلس الدولة وانتهاكا لحريتهم الشخصية التي يكفلها لهم القانون، مستنكرا لما وصفه “أعمال تهديد وترهيب بقوة السلاح من خلال محاصرتهم من قبل مجموعات مسلحة”.
وطالب رئيس مجلس النواب النائب العام بفتح تحقيق حول هذه الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة، وفق بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس.
الشركسي: الدبيبة يعمل ضد الانتخابات بشكل صريح
عضو ملتقى الحوار أحمد الشركسي، في حديث لـ أبعاد، علق على الواقعة قائلا: ” الدبيبة أصبح يعمل بشكل مباشر وصريح ضد توحيد البلاد ومنع الوصول إلى الانتخابات”.
وأضاف الشركسي: “الدبيبة أعلن قبل فترة قدرة حكومته على تأمين الانتخابات واليوم قواته تقتحم المقرات لمنع مجلس الدولة من التوافق بخصوص الانتخابات” لافتا إلى أنه يريد عقد صفقة في الخفاء للبقاء في السلطة “ولن تصل البلاد إلى الانتخابات بوجود العائلة” حسب تعبيره.
السفارات تعلق على الحادثة
تعليقا على الواقعة، شددت سفارة الولايات المتحدة على أنه يجب على قادة ليبيا حل خلافاتهم السياسية من خلال الحوار، محذرة من أن التهديد بالقوة مزعزع للاستقرار وليس طريقة شرعية أو مستدامة لحل الخلافات.
وأضافت السفارة، في تغريدة على تويتر: “على القادة في ليبيا تقديم انتخابات ذات مصداقية وشفافة وشاملة يريدها الليبيون ويستحقونها”.
من جانبها أكدت السفارة الفرنسية في ليبيا ضرورة أن تكون مؤسسات الدولة قادرة على الاجتماع بحرية دون عنف أو ترهيب، مشيرة إلى أن الحوار بين الفاعلين المختلفين هو السبيل الوحيد لتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات المطلوبة في ليبيا في أسرع وقت ممكن.
وأبدت السفارة البريطانية قلقها من الحادثة، لافتة إلى أن محاولة عرقلة نشاط المؤسسات المدنية بالاشتراك مع المجموعات المسلحة أمر غير مقبول، وفق تغريدة على تويتر.
مناقشة حول هذا post