ليبيا تسعى لعضويته.. ماهو منتدى غاز شرق المتوسط؟
في لقاء خاص مع قناة CNBC عربية، على هامش مؤتمر “أديبك” في أبوظبي، لم يستبعد فرحات بن قدارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المكلف من الدبيبة انضمام بلاده إلى منظمة غاز شرق المتوسط كدولة عضو، فما الذي يعنيه ذلك؟
تعرف إلى المنتدى
المنتدى تأسس عام ٢٠١٩ بالعاصمة المصرية القاهرة، وفي العام ٢٠٢٠ تحول إلى منظمة حكومية دولية مقرها القاهرة، وتضم في عضويتها قبرص ومصر واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا والأردن وفلسطين.
ويرى معهد إدارة الموارد الطبيعية أن المنتدى يهدف إلى تنسيق إقليمي للاستفادة من الموارد البحرية والبنية التحتية، ويكتسب بعدا جيوسياسيا واضحا تغذيه العلاقات الضعيفة أو المضطربة بين تركيا وجيرانها.
ويشير المعهد، في دراسة نشرها عبر موقعه، إلى أنه وسط أسواق الغاز التنافسية المتزايدة، يوفر منتدى غاز شرق المتوسط منصة لتنسيق الجهود بين مختلف اللاعبين في المنطقة لخفض التكاليف وتحسين التكامل الإقليمي.
تقارب نفطي مع مصر واليونان
لم يكتف فرحات بن قدارة بالتلميح إلى احتمالية انضمام ليبيا إلى منتدى غاز شرق المتوسط، بل صرح بأنه تتم حاليا دراسة فكرة مشروع خط أنابيب للربط مع اليونان وخط آخر لمدينة دمياط المصرية، وذلك بجانب الخط الراهن الذي يربط ليبيا بإيطاليا.
وهو تطور جديد في العلاقات الليبية مع مصر واليونان فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز الذي شهد توترا شديدا منذ العام ٢٠١٩ حين وقعت ليبيا اتفاقية مع تركيا لترسيم الحدود المائية بين البلدين أثارت اعتراض العديد من الدول، وعلى رأسها مصر واليونان.
وازداد هذا التوتر حدة، بعد أن وقعت حكومة الدبيبة، مطلع أكتوبر الجاري، اتفاقا مبدئيا مع تركيا بشأن التنقيب عن النفط والغاز، مما دفع اليونان ومصر إلى إعلان معارضتهما، مستندين في ذلك إلى أن الاتفاق كان من قبل حكومة منتهية الولاية.
وهو ما يدفع إلى التساؤل بشأن تصريحات رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، وهل تمثل تحولا جيوسياسيا لحكومة الدبيبة، أم أنها مناورة تحمل أجندة معينة؟
ما مصير اتفاق أبوظبي؟
في ظل بوادر التقارب الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط مع قطاعي الطاقة المصري واليوناني؛ ما مصير صفقة أبوظبي التي عقدها عبد الحميد الدبيبة مع خليفة حفتر لفتح الحقول النفطية من قبل الأخير مقابل أن يسمي الأول فرحات بن قدارة رئيسا لمؤسسة النفط؟
لاسيما وأن مصر تضغط على حليفها خليفة حفتر بعد زيارة له من قبل رئيس المخابرات عباس كامل ببنغازي في 12 من أكتوبر لاتخاذ إجراء ضد الصفقة النفطية المبرمة بين حكومة طرابلس وتركيا.
وما علاقة هذا التوجه الجديد بقرار عبد الحميد الدبيبة إحياء المجلس الأعلى لشؤون الطاقة من جديد وترؤسه له؟ خاصة أنه سيمنحه صلاحيات تتجاوز سلطة وزير النفط والغاز ورئيس مؤسسة النفط.
فهل تقف ليبيا على أعتاب مرحلة وأجندة جيوسياسية جديدة في مياه المتوسط، أم أنها لا تعدو كونها صفقة سياسية أخرى يحاول الدبيبة من خلالها الاستمرار في التمترس بالسلطة؟
مناقشة حول هذا post