“فاجعة إنسانية” هو أقل وصف يمكن أن يُقال في واقعة بنت بية اليوم جنوب ليبيا، التي راح ضحيتها أكثر من 5 ضحايا وعشرات الجرحى نقلوا إلى مركز سبها الطبي.
تفاصيل الواقعة
كانت نقطة البداية مع حادث لشاحنة وقود على الطريق العام ببلدية بنت بية في الجنوب، انقلبت الشاحنة رأسا على عقب ليسارع أهالي المنطقة بالتجمّع حولها للحصول على الوقود الذي بات “حلما” بالنسبة إليهم.
وبعد تجمّع استمر لساعات تأتي الفاجعة، وينفجر صهريج الوقود في وجوه المواطنين القريبين منه، ليخلّف مأساة جديدة تُضاف إلى سلسلة المآسي التي يعانيها سكان المنطقة الجنوبية.
كيف تعاملت الجهات المسؤولة مع الحدث؟
رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا عبّر عن مدى أسفه للواقعة قائلا: “فُجعنا بحادث انفجار ناقلة الوقود ببلدية بنت بيّة، وأتقدم بأحر التعازي لأهالي الضحايا، وأدعو الله بالسلامة والشفاء للمصابين”.
ووجه باشاغا تعليماته العاجلة لنائبه ووزراء الصحة والداخلية والطيران المدني، بإجراء كافة الإجراءات حيال سرعة إسعاف المصابين، ودعم المركز الطبي بسبها، وفتح تحقيق في الحادثة.
بينما أكد نائب رئيس الحكومة الليبي سالم الزادمة تشكيل لجنة لعلاج المصابين جراء حادثة بنت بيه ونقلهم إلى خارج البلاد وتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحادثة ولجنة لحصر الأضرار المادية وتعويض المتضررين.
وصرح وزير الصحة عثمان عبد الجليل لـ أبعاد بأن الحكومة في حالة تنسيق ومتابعة مستمرة لتطور الأوضاع بخصوص الحادثة، وتلقي جميع المصابين الرعاية الطبية اللازمة.
وأوضح عبد الجليل أنه سيتم إسعاف المصابين في مستشفى الجلاء ببنغازي ومركز بنغازي الطبي، مبينا أنه إذا تطلب الأمر نقل أي حالات للعلاج بالخارج فسيتم ترتيب ذلك على وجه السرعة.
بدوره أكد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي لـ أبعاد وصول 5 حالات إلى مستشفى الحروق في طرابلس عن طريق البر لتلقي العلاج.
ومن المقرر أن ترسل عدة مدن قوافل طبية طبية إلى مركز سبها الطبي تضم أطباء ومتخصصين في مجال الحروق لتقديم الرعاية الطبية للحالات المصابة.
أهالي الجنوب يستنكرون
نشطاء وأهالي وادي عتبة عبّروا عن استنكارهم لكارثة انفجار صهريج الوقود، مؤكدين أنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، مطالبين الجهات المسؤولة شرقا وغربا بالوقوف مع الضحايا وتوفير العلاج المناسب لهم في داخل البلاد وخارجها، وإنهاء معاناة المواطنين الشديدة الناتجة عن انعدام الوقود الذي يؤدي إلى هذه الحوادث المأساوية.
واقعة جديدة ضمن سيناريو متكرر من مآسي الجنوب كما يصفه سكانه بـ “المنسي والمهمش” دون أن يجيدوا مغيثا أو تغيرا ملموسا في واقعهم لغد أفضل بدلا من “كارثة فزان”.