بعد سنوات من الانقسام السياسي الذي أثر بدوره على الجوانب الأمنية لاسيما المؤسسة العسكرية رغم مساعي التقارب بين شرق ليبيا وغربها عن طريق اللجنة العسكرية 5+5 بهدف إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب واستكمال توحيد المؤسسة العسكرية وتطوير آلياتها التنظيمية والبشرية.
وفي خطوة متقدمة، أكد وزير الداخلية المكلف بالحكومة في طرابلس عماد الطرابلسي أنهم مستعدون لتشكيل قوة مشتركة مع القيادة العامة في المنطقة الجنوبية، أما بالنسبة بالمنطقة الغربية هناك تعاون مع رئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد الحداد.
وقال وزير الداخلية عماد الطرابلسي خلال الجلسة التي تنظمها وزارة الداخلية بمجمع قاعات ريكسوس حول رؤية الوزارة لتعزيز أمن وإدارة الحدود المتكاملة للحد من الهجرة غير الشرعية تحت شعار “الحلول الأمثل لإدارة الحدود من أجل مستقبل أفضل” إن تشكيل هذه القوة وعلى رأسها أي شخص يطرح اسمه من أي منطقة بليبيا وإنهم مستعدون لتشكيل هذه القوة في غضون شهرين أو ثلاث أشهر قوامها ألف مركبة آلية وخمسة ألف شرطي من الشرق والجنوب والغرب.
وبحسب الوزير، فإن التوافق بين الجيش والحكومة في طرابلس كفيل بتأمين حدود البلاد في مدة لن تتخطى 90 يوما.
وفي مارس من العام الماضي، كان مصدر عسكري ليبي رفيع المستوى أكد لوكالة سبوتنيك الروسية اتفاق الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق أول عبدالرازق الناظوري، على دمج المجموعات المسلحة بالمؤسسة العسكرية أو المؤسسات المدنية.
وأضاف المصدر لسبوتنيك أن الحداد والناظوري اتخذا هذا القرار عقب اتفاقهما على تشكيل قوات ليبية مشتركة لحماية الحدود، مردفة أن الشباب الذين لا يرغبون في دمجهم بالمؤسسة العسكرية وتركوا أسلحتهم ومجموعاتهم ستكون لهم عملية تأهيل بمؤسسات مدنية أخرى.
وأفادت وكالة سبوتنيك بأن هذه الخطوة تستهدف سحب السلاح وتحويل التشكيلات المسلحة بدلا من عائق أمني إلى قوة منتجة وداعمة للأمن.
وعلى هامش أعمال مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش دول قارة إفريقيا والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية، في مارس من العام الماضي، التقى الفريق أول ركن “محمد الحداد”، والفريق أول “عبدالرازق الناظوري”، قائد القيادة العسكرية للقوات الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” الجنرال “ميشل لانجلي”، مؤكدين على وحدة التراب الليبي، والمحافظة على السيادة الوطنية، وحرمة الدم الليبي، والمضي قدماً لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى لحماية الحدود، وتبني مشروع وطني لاستيعاب الشباب وإدماجهم في مؤسسات الدولة.
وبحسب مراقبين، فإن تشكيل تلك القوة العسكرية، تعد خطوة نحو توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وحل المليشيات المسلحة، وتعزيز مسار الحل السياسي، مما يمهد لإجراء الانتخابات.
مناقشة حول هذا post