سيول غامرة جرفت أحياء كاملة في درنة، مخلفة آلاف القتلى، وسط تواصل انتشال الجثث والبحث عن المفقودين في كارثة طبيعية خلفت فواجع إنسانية.
وقال جهاز الإسعاف والطوارئ إن الحصيلة الأولية لضحايا الفيضانات في درنة بلغت نحو 2300 قتيل، في حين وصل عدد المفقودين إلى 5 آلاف شخص.
وأفاد المجلس التسييري لبلدية طبرق، بأن عدد ضحايا مواطني دولة مصر داخل مركز طبرق الطبي بلغ 145 جثمانا من مدينة درنة.
بدورها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن هناك 10 آلاف مفقود جراء الفيضانات في مدن الشرق الليبي.
وبالإضافة إلى درنة، شملت السيول مدنا أخرى في الشرق الليبي، منها البيضاء وشحات وسوسة، وخلفت أيضا ضحايا وأضرارا مادية كبيرة.
دوليا، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنهم يعملون على تعبئة فرق الطوارئ لتقديم المساعدة إلى ليبيا.
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يتابع الوضع في ليبيا بعد الدمار جراء الظروف الجوية القاسية، وإنه مستعد لتقديم الدعم.
ولمواجهة الكارثة، توالت الدعوات في ليبيا إلى التدخل العاجل لإغاثة المتضررين، في حين أعلنت دول عدة استعدادها لمد يد المساعدة.
في سياق الفاجعة، أعربت دول عربية وإفريقية وأوروبية عن تضامنها مع الشعب الليبي عقب عاصفة “دانيال” التي أسفرت عن أضرار بشرية ومادية جسمية.
وأعلنت الحكومة المصرية الحداد ثلاثة أيام تضامنا مع ضحايا الكارثة الإنسانية في ليبيا والمغرب.
وأكد مصدر من القيادة العامة لـ أبعاد وصول وفد مصري رفيع المستوى برئاسة رئيس الأركان أسامة عسكر إلى بنغازي للوقوف عن كثب على حجم الكارثة.
وأشار المصدر لـ أبعاد، إلى وصول أطقم بحث وإنقاذ رفقة الوفد المصري للمساعدة في إغاثة المناطق المتضررة جراء السيول شرق ليبيا.
بدوره، وجه رئيس الإمارات محمد بن زايد بإرسال فرق بحث وإنقاذ إلى ليبيا لدعمها في مواجهة ما خلفته السيول التي اجتاحت شرق البلاد.
من ناحيته، عزى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب الليبي جراء كارثة السيول، مؤكدا وقوفه إلى جانب الشعب الليبي.
وأفاد أردوغان بأن إدارة الكوارث والطوارئ التركية نظمت 3 رحلات جوية للهبوط في بنغازي، وأن طائراتهم تضم 168 فردا ومركبتي بحث وزورقين وخيما وأغطية ومواد غذائية ومولدات ومستلزمات المأوى.
وأبدت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية استعدادها للوقوف إلى جانب الليبيين ومدهم بالمساعدة جراء العاصفة للوقوف إلى جانبهم للتخفيف من وطأة وتوابع هذه الكارثة.
كما وجه الرئيس التونسي قيس سعيد بالتنسيق العاجل مع ليبيا لتقديم يد العون وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية المناسبة لمواجهة المنخفض الجوي، من أجل المساهمة في مواجهة آثار العاصفة، وتعزيز جهود البحث والإنقاذ وعلاج الجرحى.
وزارة الخارجية الأمريكية، أفادت بتواصلها مع السلطات الليبية بشأن مساعدة جهود الإغاثة بمناطق شرق البلاد التي تضررت من السيول.
من جانبه، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم المساعدات الطارئة إلى ليبيا جراء السيول التي اجتاحت شرق البلاد.
وأعربت منظمة اليونيسف عن تعازيها العميقة لجميع الأشخاص الذين فقدوا أفرادا من عائلاتهم في شرق ليبيا بسبب الفيضانات، مؤكدين استعدادهم التام لدعم عمليات إغاثة النازحين وعلى تواصل مع الجهات المعنية.
وفي سياق متابعة الوضع، دعا مجلس النواب أعضاءه إلى عقد جلسة طارئة الخميس المقبل بشأن ما تعرضت له المدن المنكوبة المتضررة من الإعصار المدمر لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأنها.
وأمس الاثنين، دعا مجلس النواب الحكومة الليبية بجميع وزاراتها إلى تسخير كافة الإمكانيات لمواجهة الكارثة، فيما وجهت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس نداء عاجلا للمنظمات الأممية والدولية والدول الصديقة لمساندة السلطات الليبية وتقديم المساعدات العاجلة.
وأكدت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن الأوضاع الإنسانية شرق ليبيا كارثية وخارجة عن السيطرة، محذرة من أنه وبسبب غياب البيانات الدقيقة عن أعداد الضحايا والعالقين بالفيضانات، فإن حجم الكارثة أكبر، ما يتطلب تكثيف عمليات البحث والإنقاذ.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، إنها مستعدة لدعم جهود السلطات المحلية والبلديات المتضررة وتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، وأضاف رئيسها عبد الله باتيلي أن البعثة تقف إلى جانب ليبيا وتتضامن مع شعبها في هذه الأوقات العصيبة.
ودعا الاتحاد الإفريقي المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لمواجهة الكارثة في ليبيا جراء السيول التي اجتاحت شرق البلاد، كما دعا البرلمان العربي الدول العربية والمجتمع الدولي لسرعة دعم وتقديم المساعدات لليبيا جراء السيول التي اجتاحت شرق ليبيا.
أعلن رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام في البلاد حدادا على أرواح ضحايا الفيضانات.
وأعلنت الحكومة الليبية درنة مدينة منكوبة، داعية الجميع للتوجه للمدينة ومساعدة الأهالي في تجاوز الأزمة، مخصصة 200 مليون دينار للبلديات والمدن والمناطق المتضررة من السيول والفيضانات التي خلفها الإعصار.
وضربت العاصفة المتوسطية “دانيال” شرق ليبيا وأدت لتساقط أمطار غزيرة -تجاوزت 400 ملليمتر- على بعض المناطق، وهي كمية الأمطار لم تسجل منذ أكثر من 40 عاما في هذه المنطقة.
مناقشة حول هذا post