رغم مساعي توحيد المؤسسة العسكرية كباقي المؤسسات داخل ليبيا كونها مؤسسة سيادية من أجل حماية البلاد وضمان استقرارها من الأخطار المحتملة خاصة أن ليبيا جاءت في رقعة جغرافية في منطقة الساحل والصحراء وهي منطقة تنشط فيها الهجرة غير النظامية وتحرك المقاتلين وتهريب الأسلحة ناهيك عن خطر عدم استقرار دول الجوار إلا أن هذه المساعي تبقى دون بلوغ الهدف، حيث نرى مؤسسة عسكرية في غرب البلاد وأخرى في شرقها.
وتبقى المؤسسة العسكرية الليبية منقسمة بين المنطقتين الغربية والشرقية برئيسي أركان يعقدان اجتماعات دورية نتج عنها الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية موحدة بينهما ولم يتفقا بعد على آلية توحيد الجيش.
في السياق، كان رئيس الأركان العامة التابع للقيادة العامة عبدالرازق الناظوري، قال إن القيادات العسكرية مهما كان الخلاف بينهم قادرون على التقارب وسد الفجوة في أقرب ما يمكن.
وأضاف الناظوري خلال لقائه نظيره بالمنطقة الغربية محمد الحداد في بنغازي، أن المؤسسة العسكرية تتلاشى فيها الانتماءات القبلية والحزبية والسياسية.
بدوره، قال الحداد إنهم سيحافظون على وحدة التراب وحرمة الدم ومدنية الدولة، وسيكونون مساندين للشعب واختياراته في إنجاز انتخابات نزيهة، وحامين لها، عندما يتفق الليبيون.
وسبق أن التقى الناظوري والحداد في العاصمة طرابلس مرتين خلال الفترة الماضية، كما شاركا في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” في العاصمة طرابلس وسرت، وكذلك في القاهرة وتونس.
وشارك كل من الفريق أول ركن محمد الحداد، والفريق أول عبدالرازق الناظوري، في فعاليات مؤتمر رؤساء الأركان لجيوش دول قارة إفريقيا والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا أفريكوم، والتي عقدت في العاصمة الإيطالية.
وناقشت الفعاليات عددا من المواضيع التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وكذلك أساليب وطرق حماية الموارد، والاستعداد للأزمات وآلية الاستجابة لها، وأيضاً آفاق استخدام التقنية الحديثة والاستفادة منها.
وبعد تأكيد التقارير الأممية تجاوز أعداد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا الآلاف لم تتوصل الأطراف السياسية والعسكرية لاتفاق واضح لسحب القوات من البلاد ومازالت اجتماعات لجنة 5+5 العسكرية تبحث الوصول لآلية واضحة لذلك.
وكان قادة عسكريون وأمنيون اجتمعوا في بنغازي بعد اجتماعي طرابلس وتونس مؤكدين ضرورة إجراء الانتخابات وانسحاب المقاتلين والمرتزقة وحل مشاكل النازحين والمهجرين وتبادل المحتجزين.
وأكدت اللجنة العسكرية المشتركة والقيادات العسكرية والأمنية، الاستعداد لتقديم كافة أشكال الدعم لتأمين الانتخابات في كافة مراحلها.
وجدد المجتمعون في بنغازي، الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين اللجنة العسكرية المشتركة والقادة العسكريين في تونس وطرابلس.
وأكدت اللجنة العسكرية المشتركة والقيادات العسكرية والأمنية دعم جهود اللجة العسكرية ولجنة التواصل الليبية المنبثقة عنها من أجل إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب، والبدء في إجراءات عملية لمعالجة مشاكل النازحين والمفقودين والمهجرين وضمان العودة الآمنة لهم بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية المعنية.
كما يبقى منصب وزير الدفاع في جميع الحكومات المتعاقبة منذ 2014 الأكثر تعقيدا فعادة ما يحال لرئيس الحكومة لحين التوافق بين الأطراف في البلاد كما ما زال منصب القائد الأعلى للجيش محل جدل بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب.
واحتلت ليبيا الترتيب 80 عالميا في قائمة تقييم الجيوش لعام 2023 وذلك من أصل 145 دولة، حسب مؤشر”غلوبال فاير باور” لسنة 2023.
وجاءت ليبيا في ذيل الترتيب بين الدول المغاربية، حيث احتلت الجزائر الترتيب الـ 26 عالميا تلتها المغرب الـ 61 عالميا، وتونس الـ73 عالميا، وموريتانيا في نهاية القائمة بالترتيب الـ 132 عالميا.
وجرى تقييم كل دولة على أساس فردي وجماعي، ويتم معالجتها من خلال صيغة داخلية لتوليد نقاط مؤشر القوة.
وكانت ليبيا احتلت المرتبة 53 عالميا من أصل 142 دولة في مؤشر الإنفاق العسكري والذي قدر بـ3 مليارات و475 مليون دولار لسنة 2022.
مناقشة حول هذا post