سلط وثائقي “ما خفي أعظم” على قناة الجزيرة في تحقيقها الجديد، الضوء على الفريق الروسي الذي اعتُقل في العاصمة الليبية طرابلس عام 2019، وكشفت عن وثائق سرية ولقطات حصرية متعلقة بالفريق.
وقاد الفريق الروسي مكسيم شوغالي الذي يتهم بأنه أحد أبرز مساعدي رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين، كما تمكن البرنامج الاستقصائي من إجراء مقابلة مع شوغالي نفسه، ومع شخصيات ومسؤولين من أبرزهم عضو ملتقى الحوار الليبي نزار كعوان ونائب رئيس اللجنة الأمنية في طرابلس سابقا عبد الرزاق العرادي، اللذان كشفا من خلال لقاءاتهما على حيثيات القبض على شوغالي بناء على معلومات مخابراتية أمريكية والتدخل الروسي في ليبيا إبان العدوان على العاصمة طرابلس
وفي تدوينة مطولة، رد العرادي على بعض المتساءلين.. لماذا ظهر نزار كعوان وعبد الرزاق العرادي على قناة #الجزيرة، في الفيلم الوثائقي ما خفي أعظم؟
وَعَدَّدَ العرادي جملة من النقاط الوجيهة، كون أن أسباب الظهور تكمن في الكتاب الذي ألفاه تحت عنوان: “السياسة ولعبة الأمم في ليبيا… العدوان على طرابلس”، من 480 صفحة في تسعة فصول.
وبدأت رحلة الكتاب في 4 أبريل عام 2019، وخرج للوجود في شهر مارس عام 2022، جامعا بين دفتيه الرواية والتحقيق والتحليل، مستعينا بأكثر من 260 مرجعا عربيا وإنجليزيا، فضلا عن عدد من الوثائق السرية التي تنشر لأول مرة.
وأجرى المؤلفان عددا كبيرا من المقابلات داخل ليبيا وخارجها، تم تسجيلها وتفريغها لاحقا، شملت قادة ميدانيين وسياسيين، وانتهت بالمبعوث الأممي السابق غسان سلامة، ونائبته ستيفاني ويليامز، كما تواصل المؤلفان مع الجزيرة، وقدما لها الفصل الثامن الذي كان عن مكسيم شوغالي في ليبيا؛ لإجراء استقصاء شامل حول محاولة “تزوير إرادة الليبيين”، وبالفعل أجريت المقابلة مع المؤلفين منذ يناير 2022.
ما يزكي ظهور كعوان والعرادي، أن الوثائقي غطى فصلا واحدا، بينما باقي الكتاب به تفاصيل أخرى مثيرة ومهمة، كون المحصلة أن هذا العمل التوثيقي لا يمكن تقييمه بحجم الجهد والتعب، بل بما يمثله من سردية وطنية، وما يمثله من مرجع للأجيال القادمة وللمؤسسات البحثية وللمنصات الإعلامية.
كما يعد ظهور المؤلفين في عمل استقصائي محترف اعترافا بقيمة العمل التوثيقي في الكتاب، الذي يكشف اللثام عن الصراع الجيوسياسي في ليبيا، من خلال وثائق سرية تنشر لأول مرة، كان أبرزها مذكرة تحقيقات مكتب النائب العام وشهادات الشهود، إضافة إلى أنه سجل بموضوعية؛ الانتهازية الأمريكية، والاختراق الروسي، واشتباك الإرادة الليبية مع المشروع العسكري، وصراع إخوة الوطن الذي فتح ثغرات للاختراق الأجنبي.
ويسلط الكتاب الضوء على العدوان على طرابلس والحرب الخاطفة التي شنها حفتر، حيث جرى التحضير للعدوان بمكر ودهاء فالحشد الإقليمي والدولي كان مدبرا، وفوضى المليشيات وهشاشة المؤسسات وضعف قيادات حكومة الوفاق، ناهيك عن التحضير الإعلامي والنفسي عوامل أسهمت في سرعة الهجوم على العاصمة وتكبد القوات المهاجمة وداعميهم خسائر فادحة رغم ما خلفته من مآس ومعاناة إنسانية.
مناقشة حول هذا post