نجحت روما في تقليص تدفقات الهجرة غير النظامية المنطلقة من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط نحو سواحلها.
ويرى مراقبون أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، منذ تقلدها لرئاسة الحكومة الإيطالية راهنت على معالجة ملف الهجرة الذي ظل يؤرق سلطات بلادها لسنوات عديدة، ساعية لتقديم الخطوات التي قطعتها بشأن الملف كون الأمر يعد انتصارا يفتح أمامها آفاقا أوروبية.
والثلاثاء الماضي، أكدت رئيسة الحكومة الإيطالية، أن التزام حكومتها مكن من تقليل عدد المهاجرين غير النظاميين بنسبة 60 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، لافتة إلى أن ذلك تحقق بفضل علاقات التعاون مع دول شمال أفريقيا، تونس وليبيا في المقدمة، حسب تصريحاتها خلال إحاطة لمجلس الوزراء نقلتها وكالة الأنباء الإيطالية.
وكشفت أحدث أرقام رسمية إيطالية تراجعا غير مسبوق في أعداد المهاجرين غير النظاميين القادمين من شرق ليبيا بمغادرة 203 فقط في الفترة ما بين 1 يناير و29 مايو الماضي، وحسب وزارة الداخلية الإيطالية تم تسجيل 25 ألفا و344 وافدا من الطريق التونسي و21 ألفا و561 من الطريق الليبي في الفترة بين 1 يناير و28 مايو 2023، لكن وصل منذ بداية العام 8761 مهاجرا من تونس و10700 شخص من ليبيا.
وخلال زيارة إلى ليبيا في مايو الماضي، أكدت ميلوني أن التعاون مع ليبيا في مجال مكافحة تدفقات الهجرة غير النظامية سيبقى أمرا أساسيا، مشيرة إلى أن هذا الملف يمتلك مركزية مطلقة في سياسة بلادها، وذلك في تصريحات صحفية عقب لقائها رئيس الحكومة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة.
وعلى وقع تدفق متنام لموجات من المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود الليبية، اختتمت فعاليات أعمال المؤتمر الأفريقي – الأوروبي حول الهجرة غير النظامية تحت شعار “حلول مستدامة للهجرة” ، بمدينة بنغازي بجملة من التوصيات من بينها إطلاق “صندوق لتنمية أفريقيا”.
واتفق مسؤولون حكوميون أفارقة وأوروبيون، على أهمية المقاربة الشاملة لقضية الهجرة المرتكزة على دراسة الأسباب الواقعية للهجرة، التي تنطلق من التنمية الشاملة، والتشغيل، والاستقرار.
وأعلن الحاضرون تدشين «صندوق تنمية أفريقيا» تتم إدارته بشكل مشترك بين ممثلين عن قارتي أفريقيا وأوروبا، وسيموّل من خلال المساهمات المالية للشركاء الأوروبيـين والأفارقة.
وأفاد “بيان بنغازي” بأن صندوق تنمية أفريقيا سيعمل على إعداد وتأهيل الكوادر الطبية الأفريقية من خلال تسهيل الدراسة للشباب للالتحاق بالجامعات الأوروبية، والانخراط في برامج التدريب والمؤتمرات العلمية.
كما جرى الاتفاق على أن الصندوق سيعمل من خلال التخطيط الجيد، على الارتقاء بكفاءة البنية التحتية للمدن والقرى الأفريقية من خلال إنشاء وإصلاح الطرق والصرف الصحي والكهرباء والمياه وشبكات الإنترنت.
وشدد الحضور على أهمية إنشاء “الوكالة الأورو – أفريقية للتشغيل” كإطار للتعاون واستقطاب العمالة ويكون مقرها ببروكسل، بالإضافة إلى الموافقة على إنشاء “المرصد الأفرو – أوروبي للهجرة”، ويكون مقره بمدينة بنغـازي، على أن تكون مهامه مرافقة منظمات المجتمع المدني بكل من أفريقيا وأوروبا في مواضيع التعاون والبرامج الموجهة إلى الهجرة.
وأكد المجتمعون ضرورة إعفاء الدول الأفريقية أو التخفيف من ديونها، بجانب مساعدتها في التخفيف من القيود الصارمة من قبل المؤسسات المالية العالمية للاستفادة من خدماتها ذات الصلة بملف التنمية في الدول الأفريقية.
وشهد المؤتمر، عديد الجلسات المتعلقة بمعالجة ملف الهجرة بكافة أشكالها، إذ أكد رئيس الحكومة في بنغازي أسامة حماد، أنه لابد من استمرار عقد اللقاءات والمؤتمرات الهادفة حتى تكون مشكلة الهجرة محل الاهتمام الدائم لتقليل الأضرار على المهاجرين ودول المصدر العبور والمقصد، وأنه لا بد من تظافر الجهود لوضع الحلول المستدامة في أزمة الهجرة بشقيها النظامية وغير النظامية موضع التنفيذ.
مناقشة حول هذا post